جلسات الأكسجين المضغوط - مصر



بحثت كثيرا و كثيرا عن مدي جدوي جلسات الاكسجن لحالات التوحد و لم أجد ما يثبت فعلا انها تنفع حالات التوحد و لكن ما شجعني لعمل هذه الجلسات لابني هو وجود دراسات و بحوث معتمدة دوليا بان جلسات الأكسجين المضغوط قد تنفع التوحديين بنسبة متوسطة لا أذكرها بالضبط و تساعد علي تحسين بعض الجوانب لديهم مثل التفاعل الاجتماعي و اللغوي .

لدي دراسة حديثة (يناير 2009) عن جدوي العلاج بالاكسجين ، من يريدها يرسل لي و سأرسلها لصعوبة وضعها في المدونة .




كنا نري هذا المنظر كل يوم في طريقنا للجلسة

رتبت للرحلة و انا في الكويت و كلمت معظم المراكز التي تعمل جلسات الاكسجين و حجزت موعد لديهم و من هذه المراكز عيادة الدكتور شريف وجيه و معهد طب الطيران و الفضاء و معهد ناصر ، قبل سفري كنت قد أسقطت معهد ناصر من حساباتي و ذلك لانهم اخبروني بصعوبة حجز موعد حتي 6 شهور قادمة .
وصلت مصر فجر الثلاثاء 21-7-2009 وكنت انا و ابني خالد و كنا منهكين من التعب ، نمت ساعتين و كأن النوم جافاني فقط كنت أفكر كيف سأبدا رحلتي في اليوم التالي و كنت اعرف صعوبة الموضوع خاصة انني كنت لوحدي في بلد لا أعرفه ، و عندما حل الصباح قررت الذهاب الي معهد ناصر و كأني أرفض عدم قدرتهم علي حجز موعد لي و قلت لنفسي سأذهب اليهم شخصيا و أري ما يمكن عمله و عندما وصلت و كالعادة الشخص الذي في الاستقبال اغلق جميع الابواب في وجهي و لكني أصريت علي مقابلة الطبيب المختص ، اخبرني انه لن يأتي قبل 4 ساعات و الغريب اني انتظرته ، جلست 4 ساعات انتظر شخص قذ يفقدني كل الامل عندما يراني و لكن ما حدث فعلا انه شخصا محترم جدا و انسان قبل ان يكون طبيب (دكتور حمدي امام)، لم يرد ان يردني خائبه و قال لي انه لا يستطيع رفض طلبي و انا قطعت كل هذه المسافة و تكبدت عناء السفر لوحدي من اجل علاج ابني و فعلا و رغم ان خيمة الاكسجين لا تتسع الا لست اشخاص ، أمر الممرض بوضع كرسي في وسط الغرفة لي و لخالد و رغم ان المكان زاد ضيقا علي ضيقة الا انني كنت و من معي نراه أوسع من الكون ولا نفكر في المكان بقدر تفكيرنا ان يستفيد اطفالنا من الجلسة و التي مدتها ساعة .

قبل الخضوع لاي جلسة اكسجين يجب علي ولي الامر او المرافق الذي سيدخل مع الطفل الي غرفة الاكسجين الخضوع لفحص الاذن و عمل اشعة للصدر للتأكد من عدم وجود مشاكل و هو اجراء اشعرني بالطمأنينه أكثر .

من طقوس جلسة الاكسجين اولا ان نخلع الاحذية ثم تجلس كل ام او اب و يضع طفله في حضنه استعدادا لغلق باب الغرفة ورفع ضغط الاكسجين لنشعر اننا في طيارة و يزداد الضغط و الالم علي الاذن ، طبعا الاطفال في هذا الوقت تبكي كثيرا لعدم قدرتهم علي التحمل لذلك يجب ان نعطيهم بعض الحلوي او العلكة و نجعلهم يشربون السوائل حتي يشعرو بتحسن.

تكون الجلسات الاولي صعبة و ذلك لعدم قدرة الطفل علي التعود علي ضيق المكان و الناس و الالم من الضغط العالي بالاضافة لرفضهم التام علي وضع الكمام علي فمهم لمدة ساعة كاملة و لكن مع مرور الجلسات يبدأون بالتعود و الانسجام و التجاوب حتي انهم يضعوا الكمام بأنفسهم فيما بعد . لذلك تكون الجلسات الاولي بمثابة صراع مرير فقد كنت اخرج منها و اشعر برغبة كبيرة بالذهاب الي طبيب نفسي من شده ما عانيت :)






خالد- أبو وليد -ينتظر الجلسة

بعد الجلسة كان خالد يخرج فرح و هادئ و كنت امشي به مسافة طويلة جدا و ما ان نصل الي البيت حتي نرتمي انا و هو علي السرير و نغفو في نوم عميق من شدة التعب او كما علمت مؤخرا ان الاكسجين يعطي شعورا بالنعاس و الرغبة في النوم و ايا كان السبب فالنوم هو الحل الوحيد ، و كانت رغبة النوم تغلب اي شعور آخر حتي الجوع فقد كنا نتغدي في وقت المغرب بعد الاستيقاظ من نومنا العميق و اذا اردتم معرفة ما كنا نأكله يوميا فاقول لكم الجبنة الرومي و العيش الفينو و بس :)

بعد الغذاء تبدأ رحلتنا المسائية و المشي لمدة ساعة كاملة ذهابا و ساعة أخري عند العودة و في المنتصف ساعة كاملة يقضيها خالد عند اخصائي تعديل السلوك و تنمية المهارات فما كنت اريد ان اضيع عليه فرصة اكمال الجلسات التي بدأها في الكويت و التي اكملها بعد العودة و خفت ان ايقاف الجلسات اثناء سفرنا قد يضره لذلك حرصت علي مواصلة الجلسات له بشكل يومي فكنت اعطيه جلسة كل يوم مرة تعديل سلوك و تنمية مهارات و مره أخري تخاطب و الحمدللة انه استفاد كثيرا من هذه الجلسات و انا ايضا استفدت بمقابلة اخصائيين من بلدان اخري و معرفة اساليب جديدة في الجلسات .




هل رأيتم كبري قصر النيل و هو فاضي ؟


و في نهاية اليوم كان الجزء المفضل لي و هو الذهاب الي "كبري قصر النيل " و المشي عليه و التأمل فيه فأنا اعشق النيل و أشعر انه يذهب التعب و يزيل الهم حتي خالد كنت اشعر بعيونه تتامل النيل و كأنه يريد ان يخبره شئ .فقد كنا نرمي به كل ما عنيناه خلال اليوم استعداد ليوم جديد و كنا نحدثه بأسرارنا و نشكو اليه أحيانا.

بعدها نعود الي البيت و نلعب قليلا انا و خالد حتي يغلبه النعاس فننام لنصحو علي يوم آخر ينتظرنا .





تحياتي