التسمم بالزئبق



تسمم الزئبق يسبب عند الطفل ظهور اعراض مرضية تشبه اعراض مرض التوحد

يستخدم الزئبق في صناعة أجهزة قياس الضغط الجوى وضغط الدم وقياس الحرارة كما يدخل في صناعة السبائك وحشو الأسنان وكان الشائع قديماً إعطاؤه للمرضى المصابين بالانسداد المعوي (intussusception) بقصد العلاج. ومن أشهر مركبات الزئبق العضوية مركب ميثيل الزئبق المستخدم كقاتل للفطريات في حفظ الحبوب من التعفن لحين زراعتها.


يتواجد الزئبق في ثلاثة اشكال
1- زئبق عضوي:
يوجد في موازين الحرارة , اجهزة قياس الضغض , اجهزة قياس الضغط الجوي, البطاريات وببعض اطلية اللاتكس.
يحدث احيانا تسمم للاطفال عند تعرضهم لملابس ابائهم الذين يعملون في المصانع التي تتعامل مع عنصر الزئبق
يحدث التسمم بانستنشاق الابخرة الزئبقية عند تحطم المصابيح المتألقة والتي تحتوي على عنصر الزئبق.
2- الزئبق اللاعضوي:
يوجد في المبيدات الحشرية , المطهرات , الاصبغة, البطاريات الجافة , المتفجرات وكمواد حافظة لبعض المستحضرات الطبية .
3_ الزئبق العضوي:
يتواجد في الاطعمة البحرية ( الاسماك) , في المركبات الصناعية: الكلورية, الصودا الكاوية, الطلي الكهربائي , مصانع كيميائية, صناعة الورق , دباغة الجلود والصناعات الصيدلانية.يطرح من الجسم عن طريق البول والصفار.

يقدر نصف عمره حوالي 60 يوما حتى يتم طرحه من الجسم.

آلية المرض(امتصاص الزئبق)
بعد امتصاصه ينتشر الزئبق في جميع الانسجة وخاصة الجملة العصبية المركزية والكلى مسببا خلل وظيفي في خلايا الجسم لذالك تظهر علامات التسمم على اعضاء عديدة من الجسم.
 يشكل بخار الزئبق عند درجة حرارة الغرفة وعلي وجه الخصوص في الأماكن المغلقة خطراً صحياً علي الأفراد في المختبرات وعيادات الأسنان وأماكن العمل المتداول فيها الزئبق في صورته العنصرية. فاستنشاقه يسبب تسمماً بهذا السم المعدني وتبدو أعراضه بعد امتصاصه بقدر كبير عن هذا الطريق.
وأملاح الزئبق تمتص بسرعة من الأمعاء بالإضافة إلي أثرها المهيج علي الأغشية المخاطية لكل من المعدة والأمعاء . وللأسماك والكائنات البحرية قدرة خاصة علي تركيز أملاح الزئبق في أجسامها من المياه الملوثة بهذه الأملاح ويكون استهلاك هذه الأسماك كغذاء مصدراً من مصادر التسمم المزمن بالزئبق كما حدث في خليج ميناماتا باليابان وسمي التسمم الناتج بداء ميناماتا.

أعراض التسمم بالزئبق
التسمم الحاد بالزئبق الناشئ عن تعاطي أملاحه يظهر في شكل التهاب معدي معوي حاد مصحوب بإسهال شديد وانهيار، وبتمام هذه المرحلة الحادة يبدأ أثر امتصاص الزئبق على أنابيب الكلية مسبباً نخراً بهذه الأنابيب وانقطاع البول وفشلاً كلوياً. أما عند استنشاق بخار الزئبق في حالته العنصرية فأول ما يظهر من الأعراض هو شكاوي غير محددة كفقدان الشهية والأرق والتعرق بكثرة ثم يبدأ ظهور أعراض الخلل السلوكي المتصف بعدم ثبات الحالة العاطفية كأن يظهر علي المريض علامات خجل شديد أو نوبات بكاء أو فقدان ثقة بالنفس ومخاوف غامضة وعدم قدرة علي أداء أبسط الأعمال أو نوبات من الغضب تنقلب إلي عدم اكتراث مصحوب بالأرق أو فقدان الذاكرة أما في الحالات التسمم المزمن بالزئبق فتظهر الأعراض علي شكل التهابات باللثة وزيادة إفراز العاب ورعشة باليدين تتضح في تغير شكل الكتابة بالنسبة للمتسمم وفي الحالات الشديدة تكون حالة المريض ذهانية (psychotic) صرفه مع ميول انتحارية وهلوسة.


أما في حالة التسمم بميثيل الزئبق فقد تظهر الأعراض بعد فترة من الزمن تمتد إلي ستة أسابيع نظراً لكون هذا السم تراكمياً. والأعراض الرئيسية للتسمم بهذا المركب هي تنميل بالأطراف وخذل (paresis) وترنح (ataxia) مخيخي وقصور بصري في صورة تضيق مركزي بمجال الرؤية ويكون الترنح من الشدة بحيث يعوق المشي والقيام بأية أعمال ولو بسيطة.

اذن نوجز هنا اعراض التسمم بالزئبق بمختلف انواعه
1-استنشاق حاد لبخار الزئبق العنصري:
تبدأ الاعراض بشكل سريع : سعال , ألم في الصدر , حمى , صداع, اذا كان التعرض شديدا ينجم عنه التهاب رئوي خلالي, وذمة رئوية مع قصور تنفسي.
2-معوي حاد:
عند ابتلاع املاح الزئبق اللاعضوية: خلال بضع ساعات يحدث التهاب معوي, حروق فموية وبلعومية,اسهال وقيء , ألم بطني حاد , اقياء دموي , تغوط دموي وقد يحدث قصورالدورة الدموية والوفاة.
3_ التسمم المزمن (الزئبق اللاعضوي):
الرجفان , اضطراب عصبي نفسي والتهاب اللثة والفم.
4- وجع الاطراف أو المرض الوردي Acrodynia
 يحدث عند الاطفال ألم عام , اضطراب حسي , طفح في النهايات وقد يمتد ليشمل الوجه وشكله حبيبي ولونه وردي, يصاحبه حكة وقد يتحول الى تقرحات , وشكل حويصلي.
احيانا يظهر خمول أو تهيج ,ارق, تعرق , تسارع في دقات القلب.
5- سمية عصبية: بعد فترة سبات تمتد لاسابيع أو أشهر
تظهر على شكل اضطرابات حركية, حسية, تشوش بصري , سمعي أواختلاجات ,فقدان ذاكرة.
6- التسمم خلال فترة الحمل:
انجاب اطفال ناقصي الوزن , صغيري الرأس, يحدث لهم تأخر تطوري , تأثيرات سمعية بصرية وقد يتبع تخلف دماغي أو شلل دماغي واختلاجات.

التشخيص:
القصة المرضية
الاعراض السريرية
التحاليل المخبرية في البول والبراز ( وجود الزئبق في الشعر قد يكون تلوثا خارجيا بدون تسمم مرضي)
اشعة البطن

معالجة التسمم بالزئبق:
غسل مباشر تحت اشراف طبي
ازالة مصدر التلوث
ادوية مدعمة للاعضاء المصابة
ادوية نازحة أو طاردة للمعادن الثقيلة تحت الاشراف الطبي

في حالات التسمم الحاد بأملاح الزئبق فإن عقار البال (BAL) يجب أن يعطى (بجرعة 2,5-5 مجم/كجم من وزن الجسم) بالحقن العميق في العضلات كل 4 ساعات لمدة يومين، ثم 2,5 مجم/كجم مرتين في اليوم الثالث، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوع، وحيث إن هذه المادة الإستخلابية تسبب إعادة توزيع الزئبق في الجسم مع فرصة زيادته في الدماغ، لذا تبرز أهمية خفض مستوى الزئبق المار بالكليتين وذلك عن طريق إزالة مركب الزئبق مع البال بالغسيل الدموي (hemodialysis) وخاصة في مرضى انقطاع البول، وتتقهقر الأعراض الدماغية للتسمم بالزئبق عقب إبعاد المريض عن مصدر التعرض. وقد يعطى المريض دواء البنسيلامين للمساعدة على إفراغ الزئبق في البول، وتقدر جرعة البنسيلامين ب250 محم إلى 2 جم بالفم يومياً.


منقول