التسمم بالرصاص



التسمم بالرصاص يؤدي اى ظهور اعراض تشبه اعراض مرض التوحد

عنصر الرصاص ليس مكونا طبيعيا في جسم الانسان , مع ازدياد مصادر التلوث البيئي بالرصاص اصبح جسم الانسان يحتوي على كميات متفاوتة من الرصاص , ويعتبر سام وخاصة عند الاطفال حيث يحدث خللا في وظيفة خلايا الدماغ وخاصة في فترة النمو والتطور ( 1 الى 5 سنوات)ويؤدي الى اذية دماغية واعاقة تطورية  ويؤديالى اضطرابات تطورية عند الطفل.بالاضافة الي انه سام لكريات الدم الحمراء حيث يرتبط بالهيم ويشكل البورفورين EP.

بشكل عام يدخل الرصاص في العديد من الصناعات فهو شائع الاستعمال في صناعة بطاريات السيارات والبويات ومواد البناء والسبائك ومن مركباته العضوية خلات الرصاص وهو شائع استخدامه طبياً كعلاج موضعي للكدمات ومركب رابع ايثيل الرصاص (tetraethyl lead) المستخدم كإضافة محسنة لخواص وقود السيارات.

اذن من اهم مصادر التلوث بالرصاص

1- احتراق وقود السيارات والمركبات
2- طلاء الابنية القيمة
3-المصانع التي تستعمل الرصاص , ينقل العاملون الرصاص على ملابسهم ومنه ينتقل للاطفال في المنزل
4-دخان البطاريات القديمة المحترقة

الاطفال هم الاكثر عرضة للتلوث وخاصة في الاحياء الفقيرة والمنازل القديمة حيث من طبيعة الاطفال صغيري العمر وضع الاشياء ( ومنها الطلاء القديم المتساقط) في فمهم تأثيره في الجسم :

امتصاص مركبات الرصاص
 عند تعاطي مركبات الرصاص بالفم فإن امتصاصه يتم ببطء من الأمعاء أما في حالة أبخرة الرصاص المنصهر فيتم امتصاصه من الرئتين وكذلك عند استنشاق غبار الرصاص وأما في حالة رابع أيثيل الرصاص فإن هذا المركب يمتص من الجلد والأغشية المخاطية بالإضافة للاستنشاق.


أعراض التسمم بالرصاص
التسمم الحاد بالرصاص نادر الحدوث وتظهر أعراضه في حالة تعاطي مركباته بالفم علي شكل طعم معدني قابض بالفم، وفي حالة تعاطي خلات الرصاص قد يكون الطعم حلواً قابضاً أيضاً مما حدا إلي تسمية هذا المركب باسم سكر الرصاص ويعقب هذا الإحساس بفترة زمنية الشعور بالغثيان والهبوط والقيء مصحوبة بمغص شديد وإمساك وتتشابه هذه الأعراض إلي حد بعيد مع حالات البطن الحادة وتدخل ضمن التشخيص التفريقي لها.

أما أخطر أعراض التسمم بالرصاص عموماً فهو ما يعرف باسم مرض دماغ الرصاص

(lead encephalopathy) وينشأ نتيجة ارتفاع نسبة الرصاص بالدم إلي درجة كبيرة تسمح بعبوره الحاجز الدموي الدماغي مما يؤثر علي الجهاز العصبي وتظهر الأعراض علي شكل نوبات تشخيصيه صرعية تتبعها غيبوبة قد تؤدي بحياة المتسمم. وقد ينشأ التسمم الحاد أثناء علاج حالات التسمم المزمن بالرصاص بالمواد المستخلبة (chelating agents) للرصاص من العظام حيث يصل مستوي الرصاص في الدم إلي نسب التسمم.

أما أعراض التسمم المزمن بالرصاص فتتجلى بعدة أشكال منها قلة التوصيل العصبي المؤدي في النهاية إلي اعتلال عصبي حركي علي شكل سقوط بمفصلي الرسغ والكاحل. وكنتيجة لتعطيل الرصاص لعمل الإنزيمات المسؤله عن تخليق مادة الهيم الأولية بالدم فيحدث فقر دم (anaemia) وتتراكم المواد الأولية لتخليق الهيم(haem) في كريات الدم الحمراء علي شكل بقع تصطبغ باللون الأزرق وتسهم في المساعدة علي تشخيص التسمم المزمن بالرصاص من خلال فحص عينات الدم.

ومن أعراض التسمم المزمن بالرصاص في الجهاز الهضمي تكون خطوط زرقاء في حواف اللثة عند التقائها بالأسنان وخاصة إذا لم تكن هناك عناية بتنظيف الفم والأسنان أوفي وجود تجاويف بالأسنان وتنشأ هذه الخطوط الزرقاء نتيجة تفاعل غاز كبريتيد الهيدروجين الناتج من تحلل فضلات الطعام بفعل الجراثيم في الفم مع مركبات الرصاص المفرزة في اللعاب وتكون كبريتيد الرصاص الذي يترسب عند اتصال اللثة بالأسنان ويصحب التسمم المزمن بالرصاص وجود مغص وآلام تشنجيه بالبطن تعرف باسم مغص الرصاص (lead colic) ويتميز هذا النوع من المغص بتحسن شدته بالضغط علي البطن وبالمواد المضادة للتقلصات. كما يحدث إمساك شديد في هذه الحالات. ويؤثر الرصاص علي الكلي في شكل خلل بأنابيب الكلية من حيث قدرتها علي إعادة امتصاص الجلوكوز والأحماض الأمنية والفوسفات. لذا يوضع التسمم بالرصاص في الاعتبار كتشخيص تفريقي في حالات ظهور السكر بالبول ولاسيما في الأطفال ويؤدي التسمم المزمن إلي قصور بالكلية ينشأ عنه ارتفاع في ضغط الدم ويحدث التسمم بالرصاص عقماً لدي الرجال والنساء كما قد يتسبب في إجهاض الحوامل وهناك علاقة بين التسمم بالرصاص في الأطفال وبين ظهور أعراض قصور عصبي وخلل عصبي حركي وتخلف

اذن نوجز هنا  الاعراض المرضية للتسمم بالرصاص:
قد تظهر بشكل حاد ومستعجل أو بشكل مزمن ونذكر بعض اشكال التسمم:
1- الاعتلال المعوي الحاد
مغص بطني حاد والم بطني متردد, قيئ , امساك, اضطرابات سلوكية.
2- اعتلال دماغي حاد
قد يظهر في البداية اعراض معوية كما هو مذكور اعلاه ثم يظهر علامات تسمم الدماغ: اقياء مستمر, اختلاجات , اضطراب وعي وسبات.
3- التسمم بشكل بطيء
ويظهر خاصة عند الاطفال بشكل غير واضح العلامات , مغص بطني , اقياء , اضطرابات سلوكية , قلة انتباه وتركيز, قد يظهر نشاط زائد, تخلف دماغي.
4- قد يظهر على شكل نقص ذكاء وضعف في التحصيل الدلراسي.
 بعض الدراسات على الاطفال الذين تعرضوا للتلوث بالرصاص ووجد في دمهم ارتفاع في نسبة الرصاص من 10 الى 20مكغ/دل وجدت انخفاض في معدل الذكاء (IQ) من 1 الى2 نقطة.

تشخيص التسمم بالرصاص
 عند تشخيص التسمم بالرصاص يكون تقدير مستوي الرصاص بالدم دليلاً علي الامتصاص ويكون تأثير الرصاص علي تخليق الهيم دليلاً علي آثاره. وتقدير كمية البروتوبورفيرن (protoporphyrin) في كريات الدم الحمراء |EP دالاً علي التأثير وزيادة إخراج حمض الأمينوليفولينيك (aminolivolinic) في البول يدل علي قصور تخليق مادة الهيم. كما يعتبر مستوي الهيموجلوبين المنخفض المصحوب بوجود بقع زرقاء في كريات الدم الحمراء دليلان علي التسمم بالرصاص.
بالاضافة الي معرفة السيرة المرضية وخاصة الاطفال الذين يسكنون الاحياء الفقيرة والمنازل القديمة حيث من طبيعة الاطفال صغيري العمر وضع الاشياء(الدهان المتساقط) في فمهم ايضا يمكن ان يفيد احيانا عمل صور شعاعية للبطن والعظام


معالجة التسمم بالرصاص
يكون إبعاد المريض عن مصدر التسمم أساساً أولياً في علاج حالات التسمم بالرصاص ويتم ذلك في بعض الأحيان عن طريق تغيير طبيعة العمل بحيث يتوقف تعرض المريض إلي جرعات جديدة من الرصاص. بالاضافة الي المعالجة بالادوية الطاردة(النازعة) للمعادن الثقيلة تحت الاشراف الطبي


وتعتمد السياسة العلاجية للتسمم بالرصاص علي عدم السماح بتجاوز مستوى الرصاص بالدم حداً يفوق قدرة الكلي علي إخراجه حتى لا يتسبب في عبور الرصاص الحاجز الدموي الدماغي وبالتالي حدوث أخطر مضاعفات التسمم بالرصاص وهو مرض دماغ الرصاص. وعليه فعند ارتفاع مستوي الرصاص بالدم ارتفاعاً كبيراً يوجه الرصاص إلي العظام لترسيبه وتخزينه بصفة مبدئية حتى يتجاوز المريض المرحلة الحادة من التسمم ثم يبدأ بعدها في سحب كميات صغيرة محسوبة من الرصاص المخزون بالعظام بواسطة مواد استخلابية (chelating) إلي مجري الدم ومنها إلي الكليتين حيث تخرج مع البول.

 وتستغل خاصية تشابه سلوك الرصاص بالجسم مع سلوك الكالسيوم في توجيهه للترسيب بالعظام حيث يعطي المريض فيتامين د ومواد قلوية لتشجيع الترسيب بالعظام ونستخدم لهذا الغرض إيديتات الصوديوم (sodium EDTA) كمادة استخلاب مختارة وتعطي حقناً بالوريد في محلول كلوريد الصوديوم 9,.% بمعدل يصل 40 ملليجرام مرتين يومياً وتستمر فترة العلاج من ثلاثة إلي خمسة أيام وتحسب الجرعة للأطفال بواقع 20 ملليجرام /كيلوجرام مقسمة إلي جرعات وفي الأطفال يبادر إلي العلاج بالمواد الإستخلابية إذا تعدي منسوب الرصاص في الدم 80 ميكروجرام في الديسيليتر حتى وإن لم توجد أعراض ظاهرة.

منقول