مشاكل الرؤيا


المحاضرة تم إلقاؤها كواحدة من محاضرات ندوة التوحد حول العالم 2010 في دبي.


المحاضر: الدكتور جيفري بيكر Dr. Jeffery Becker

Neuro-Sensory Center of Eastern Pennsylvania, Kingston, PA - USA

الدكتور جيفري بيكر طبيب عيون متخصص في التأهيل البصري منذ عام 1983 بالإضافة إلى كونه طبيب "دان" وطبيب يحمل شهادة في الحساسيات العصبية

المحاضرة

الدكتور بيكر ذكر أن 80% من المعلومات التي يحصل عليها الفرد تتم من خلال عملية الإبصار..... عملية الإبصار تنقسم إلى جزئين: الإبصار والرؤية...

غالبا ما يقوم طبيب العيون العادي بفحص الإبصار، بينما لا يُظهر الاهتمام الكافي بالرؤية ككل.

أطفالنا ذوي التوحد غالبا ما تكون لديهم مشاكل في الرؤية وليس في الإبصار، وليس كافيا أبدا أن نذهب بهم إلى طبيب عادي للتأكد من صحة إبصارهم، لكن طبعا من المهم التأكد من الإبصار والرؤية على حد سواء....

الطبيب العادي يقوم بتغطية إحدى العينين عند الفحص بحيث يتأكد من سلامة الإبصار لكل عين على حدة، لكن فحص الرؤية يجب أن يهتم بطريقة رؤية الأشياء بالعينين معا.... وهي المشكلة الحقيقية التي تتواجد بنسة كبيرة لدى مرضى التوحد.

مشكلة الرؤية عند ذوي التوحد هي التي تسبب ما نسميه نحن بالنمطيات البصرية.... من تلك النمطيات:

1- تحريك الأصابع قريبا من العينين

2- محاولة رؤية الأشياء عن قرب

3- تلمس الأجسام حول الطفل أثناء حركته

4- النظر من زاوية العين

5- عدم الرغبة في التعلم عندما يكون الأمر متعلقا بشيء يجب النظر إليه

6- مشاكل في الاتزان أحيانا

وغيرها كثير.........



بعد مقدمة المحاضرة قام الدكتور بعرض صورة واضحة على شاشة العرض وسأل الحضور عنها... كل الحضور عرفوا ما هي الصورة.... ثم قام بعرض صورة أخرى ضبابية، أكثر الحضور تعرف إلى الصورة أيضا... ثم قام بعرض صورة مبهمة جدا وسأل عن محتوى الصورة..... لم تتمكن سوى واحدة فقط من الحضور من معرفة محتوى الصورة.... حيث قالت بسعادة أنها "صورة بقرة"..... بعد أن بيّنت السيدة ما في الصورة... استطاع بعض الحضور تمييز الصورة فعلا... لكن البعض لم يستطع ذلك إلا بعد أن تم تحديد عام بالمؤشر لمعالم الصورة.... واحدة فقط من ضمن الحضور لم تستطع تحديد معالم الصورة إلى هذه اللحظة ، فصاحت غاضبة: "أنا لا أسطيع رؤية البقرة!!!!!!"

هنا انفعل الدكتور وقال لها: "هل أنت غاضبة؟"... فقالت بغضب وهي تضحك في نفس الوقت : "نعم"..... فقال لها الدكتور: " معك كل الحق، كلنا نراها وأنت لا... يحق لك أن تغضبي"... ثم أضاف: "هذه الحال شبيه بحال العديد جدا من أطفالنا، هم لا يستطيعون رؤية الأشياء بوضوح على الرغم من ان إبصارهم جيد!!!!... ألا يحق لهم أن يغضبوا.... وهل يا تُرى سيتمكنون من التعلم وهم على هذه الحال؟!"



الآن.....لماذا لدى أطفالنا مشكلة في الرؤية؟

غالبا ما يعاني الأطفال ذوي التوحد من مشكلة في حركة العينين.. بحيث تميل إحدى العينين نحو الخارج بعض الشيء..... لم يتطرق الدكتور إلى السبب... لكن طبعا مشاكل التوحد قد يكون لها أكثر من سبب.... الميل في إحدى العينين قد لا يكون واضحا تماما عند من يعاني من هذه المشكلة، لذلك فالأمر بحاجة إلى خبرة دقيقة من الطبيب المعالج لاكتشاف المشكلة

عرض الدكتور على الشاشة عبارة مكتوبة ومكررة فوق بعضها... وقال أن هذه هي طريقة رؤية من يعاني من هذه المشكلة... أطفالنا للاسف ليس لديهم القدرة على التعبير عن معاناتهم، لذلك هم يقومون بمحاولات فردية للتخلص من مشكلة الرؤية لديهم، منها حركات الأصابع أو النظر من الزوايا وغيرها... وللاسف الشديد نحن نقوم بمنعهم من ذلك لأننا نعتقد أن ما يقومون به هو سلوك شاذ ويجب إيقافه!!!!!!

استدعى الدكتور عدد من الحضور (أمهات وأخصائيات) وقام بإعطائهم نظارة يستطيعون من خلالها الرؤية بنفس الطريقة التي شرحها الدكتور.... أي بطريقة الأطفال الذي يعانون من تلك الحالة....

ثلاث سيدات قمن بتجربة النظارة.... ذكرت السيدات الثلاث أن التجربة مزعجة للغاية... وعندما حاولت السيدات الدوران حول طاولة المحاضر على خشبة المسرح اضطررن للإمساك بالطاولة لتحسس مكان أجسامهن ولتفادي الارتطام بالطاولة!... كما أن السيدات الثلاث ذكرن أن الرؤية من زاوية العين قللت كثيرا من المشكلة.... كما أن السيدات وجدن صعوبة في الإمساك بالكرة عندما رماها لهن الدكتور!!!

التجربة كانت مؤلمة جدا ومثيرة جدا لكل الحضور...... خصوصا عندما بدأ الدكتور بأسئلة تُدمي القلب:

1- هل ممكن أن تتحملين هذا الوضع ليوم كامل؟

2- هل ستتعاونين إذا طلب أحدهم أن يعلمك مهارة جديدة؟

3- هل ستوافقين على النظر إلى ورقة ما عندما يسألك أحد: "ما هذا؟"

4- وإذا أصر عليك أحدهم أن تنظري إلى شيء وأنت بهذه النظارة فهل ستشعرين بالغضب؟

طبعا يجب أن نضيف إلى ذلك ضعف التعبير عند ذوي التوحد..... أي أنهم يسغضبون ولن يتمكنون من التعبير.... بعد كل ذلك إذا أصابت أطفالنا نوبة غضب سيتهمون بعدها بأن لديهم غضب غير مبرر!!!!



هل يعاني الجميع من هذه المشكلة في الرؤية؟

الدكتور لم يذكر إحصائيات... لكنه قال: " يكفي أن أقول لكم أنني فحصت أمس 12 طفلا في دبي.... 8 منهم يعانون من هذه المشكلة!"

لذا ينصح الدكتور أن يتم فحص المشكلة لدى كل الأطفال



الخبر الجيد:

الدكتور بيكر يطوف حول العالم للمساعدة..... حيث ابتكر مجموعة من التدريبات التي تهدف إلى تحفيز الدماغ للتخلص من المشكلة بطريقة "المرونة العصبية" التي تحدثت عنها أختنا الطبيبة ام عادل هنا في المنتدى سابقا... أي أن تدريبات الدكتور تهدف إلى تحفيز الخلايا العصبية للدماغ لتعديل طريقة عملها وتجاوز مشكلة الرؤية هذه... تدريبات الدكتور يقوم بتعليمها لعدد من الأخصائيين حول العالم لتكون تحت طائلة من يريد ان يساعد طفله.

مركز التوحد الذي قام بتنظيم الندوة أصبح لديه أخصائية في هذا المجال..... طبعا لم أجربها شخصيا ولم أتحدث مع أي أم جربت التعامل معها.... لكن الدكتور أخبر أنه درب الأخصائية وأن أفضل التدريبات المتوفرة هي على جهاز الحاسوب... لكن إذا كان الطفل ممن لا يحب التعامل مع الحاسوب فهناك تدريبات أخرى.....

منقول (الكاتب : ريم أحمد - منتدي تحدي الاعاقة )