الخلايا الجذعية

ما هي الخلايا الجذعية ؟

(هي خلايا موجودة في الجنين الباكر ثم يقل عددها بعد ذلك ، ولكنها تستمر إلى الإنسان البالغ في مواضع معينة ، وهذه الخلايا لها القدرة بإذن الله تعالى لتشكل مختلف أنواع خلايا الجسم والتي تقدر بأكثر من 220 نوعاَ من الخلايا المختلفة الأشكال والأحجام والوظائف) (2) .
( وتوجد هذه الخلايا في التكوين الجنيني لما بعد ولادته ، وتعتبر مصدراً لبعض أنواع الأنسجة ، خاصة الخلايا الجرثومية Germ cells ( وهي تعطي الخلايا الجنسية ) ، وخلايا الدم، وخلايا الجلد، وقد عرفت فيما بعد باسم الخلايا الجذعية البالغة Adult stem cells ) (3) . ( أما الخلايا الجذعية التي حركت المعامل وتعلقت بها الآمال بعد الله سبحانه وتعالى في علاج العديد من الأمراض فهي الخلايا الجذعية الجنينية Embryonic stemcells التي وصفت بأنها سيدة الخلايا لأنها بمثابة (الكل) حيث لها قابلية التحول إلى أي نوع من أنواع خلايا الجسم وفق معاملات بيئية محددة في المختبر، وقد نشرت مجلة Nature في عدد نوفمبر 1998م نتائج الأبحاث التي تثبت ذلك التحول ، وكانت الثلاثة الأعوام السابقة حافلة بالتركيز على هذه الخلايا، سواء منها الخلايا الجذعية الجنينية أو البالغة)(4).

مستقبل الخلايا الجذعية في علاج الأمراض :
( وتقوم فكرة الاستفادة من الخلايا الجذعية في علاج الأمراض على اعتبار قدرتها أن تعطي كافة أنواع الخلايا والأنسجة مثل خلايا القلب والكبد والكلى والدم والعظام والدماغ وبالتالي فإن مستقبلها في مداواة العديد من الأمراض والتشوهات الخلقية خاصة أنواع السرطان والبول السكري والفشل الكلوي أو الكبدي أو بعضاً من أمراض القلب أو الجهاز العصبي وآخرها ـ أقصد أمراض الجهاز العصبي ـ هو الأقرب في الأبحاث هذه الأيام . فعند توفر الخلايا الجذعية تحل محل الخلايا المصابة أو التي توقفت وظائفها وذلك بطريقة الاستزراع الموضعي أو بطريقة الحقن الوريدي ، وحيث إن الطب الحديث عجز عن علاج العديد من هذه الأمراض فإن الخلايا هي الأمل بعد الله سبحانه وتعالى ) (5) ، (كما يمكن استخدام الخلايا الجذعية في تطوير العديد من العقاقير ومعرفة آثارها الجانبية حيث يوفر ذلك وقتاً وجهداً ويجنب الوقوع في العديد من الأعراض الجانبية بعد معرفتها على المستوى الخلوي .. كما أن للخلايا الجذعية فوائد كبيرة في الدراسات البيولوجية خاصة في التمايز الخلوي Cell differentiation وعلاقة ذلك وأوجه الشبه والاختلاف بين الخلايا الجنينية والخلايا السرطانية للوصول إلى كنه معضلة السرطان وسبر أغواره وأسبابه) (6).

ويمكن الحصول على الخلايا الجذعية من العديد من المصادر، وهي :
1. الجنين الباكر (الكرة الجرثومية أو البلاستولا ) وبالذات من كتلة الخلايا الداخلية .
2. الجنين الباكر ( الخلايا الجنسية الأولية أو ما يعرف بالخلايا الجرثومية الأولية Primordial GermCells وهذا الجنين عمره عدة أسابيع ( 4 ـ 5 أسابيع ) على عكس الخلايا الجذعية المأخوذة من كتلة الخلايا الداخلية من (البلاستولا) التي لا يزيد عمرها عن بضعة أيام (أربعة إلى ستة أيام) .
3. الأجنة المسقطة في أي مرحلة من مراحل الحمل .
4. المشيمة والحبل السري بعد الولادة مباشرة .
5. من خلايا الأطفال الأصحاء .
6. من خلايا البالغين بواسطة الاستنساخ أو مباشرة ) (7) .

إن وسيلة عظيمة من وسائل التداوي والعلاج بهذه الأهمية والفوائد الكبرى جدير أن ينهض لها فقهاء الإسلام لدراستها وتوضيح حكم الله في التداوي بها ، لذا فقد نظر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي في موضوع : (الخلايا الجذعية) في دورته السابعة عشرة المنعقدة بمكة المكرمة في الفترة من 19ـ23/10/1424هـ، وبعد الاستماع إلى البحوث المقدمة في الموضوع وآراء الأعضاء والخبراء والمختصين ، والتعرف على هذا النوع من الخلايا ومصادرها وطرق الانتفاع منها ، اتخذ المجلس القرار التالي(8):

أولاً / يجوز الحصول على الخلايا الجذعية وتنميتها واستخدامها بهدف العلاج أو لإجراء الأبحاث العلمية المباحة ، إذا كان مصدرها مباحاً ، ومن ذلك على سبيل المثال المصادر الآتية :

1. البالغون إذا أذنوا ، ولم يكن في ذلك ضرر عليهم .
2. الأطفال إذا أذن أولياؤهم لمصلحة شرعية وبدون ضرر عليهم .
3. المشيمة أو الحبل السري ، وبإذن الوالدين .
4. الجنين السقط تلقائياً أو لسبب علاجي يجيزه الشرع ، وبإذن الوالدين ، مع التذكير بما ورد في القرار السابع من دورة المجمع الثانية عشرة بشأن الحالات التي يجوز فيها إسقاط الحمل .[color="#0000FF"][/color]
5. اللقائح الفائضة من مشاريع أطفال الأنابيب إذا وجدت وتبرع بها الوالدين ،مع التأكيد على أنه لا يجوز استخدامها في حمل غير مشروع .

ثانياً / لا يجوز الحصول على الخلايا الجذعية واستخدامها إذا كان مصدرها محرماً ، ومن ذلك على سبيل المثال :

1. الجنين المسقط تعمداً بدون سبب طبي يجيزه الشرع .
2. التلقيح المتعمد بين بييضة من متبرعة أو حيوان منوي من متبرع .
3. الاستنساخ العلاجي

الخلايا الجذعية و التوحد
يعتبر العلاج بالخلايا الجذعية هو أفضل وسيلة بل والوسيلة الوحيدة فى العالم لعلاج حالات التوحد مما يعطى أمل لألاف الحالات للشفاء من هذا المرض.


والتوحد هو إحدى حالات الاعاقة التي تعوق من استيعاب للمعلومات وكيفية معالجتها وتؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكى والاجتماعى, ويعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب الجهاز التطوري . يظهر مرض التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل متكرر، أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض الأشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير، أو تجاه الذات ويكون دائمآ متحفظ وفاتر المشاعر..

والشىء المحير أن هذا المرض غير معروف السبب ولا يوجد تحديد معين لطبيعة مسبب المرض ولكن هناك العديد من النظريات غير المؤكدة وهى أن سبب المرض يرجع الى أسباب وراثية أو جينية ولكن لم يثبت هذا الأفتراض أى من الأبحاث العلمية المثبتة ولم يتم تحديد نوع الجين المسبب للمرض. ومن النظريات الأخرى أن يكون مسبب المرض أستعمال أدوية ضارة أثناء الحمل أو تناول لقاح ال ( أم أم أر) وأيضا لم تثبت أى من هذة النظريات كما أنة ليس هناك أى أرتباط بين المرض والبيئة النفسية للطفل أو عدم أهتمام الوالدين.

وأيضآ لم يثبت علميآ أن أى عقاقير أو أدوية لها تأثير أيجابى فى علاج هذا المرض وكل ما يستطيعة المتخصصون هو عزل الأطفال المصابين بهذة الحالات فى مجتمعات خاصة بهم ومعاملتهم معاملة خاصة (ذوى الأحتياجات الخاصة) ومحاولة تصحبح سلوكهم وأكسابهم مهارات التعلم والتواصل.

والشىء المحير والذى يزيد الأمر تعقيدا أن هناك تشابة فى الأعراض بين التوحد وكثير من الأمراض العقلية والنفسية.

وهنا تكمن الحقيقة المتناهية فى الأهمية وهى أن العلاج بالخلايا الجذعية هو العلاج الوحيد فى الوجود الذى يصلح ويعالج هذا المرض. ونود أن نشرح هذة النقطة بشىء من التفصيل نظرآ لأهميتها البالغة.

وحيث أن الخلايا الحذعية والجنينية بالتحديد لها قدرة فائقة على علاج الأمراض وتجديد الخلايا بشكل منقطع النظير. وللخلايا الجذعية الجنينية صفة تبرر قيامها بعلاج الحالات بشكل لا يقوم بأدائة الى دواء أو علاج أخر من أى نوع. وهذة الصفة هى أن الخلايا الجذعية الجنينية مزودة بقدرة تشبة الرادار فى تحديد الجزء التالف من الجسم بل وأيضآ تقوم بأصلاحة. ولذلك فأنها تقوم فور حقنها بالجسم والسريان مع الدم الى التعرف على الأجزاء المصابة أو التى تعانى من أى خلل، ثم تتواجد بشكل مكثف فى هذة الأماكن وتقوم بعلاج الخلل بشكل مستمر ومنقطع النظير. أى أن هذة الخلايا تشخص وتعالج المرض فى آن واحد.

والشىء المذهل فى هذا المجال أن الخلايا الجذعية لجنينية تقوم بأصلاح وعلاج أنواع الخلل الغير مكتشفة علميآ والغير معروف أسبابة مثل مرض التوحد.

والشىء المذهل أيضآ أن هذة الخلايا تقوم بعلاج أنواع الخلل المختلفة سواء عقلية أو نفسية أو عضوية. وفى حالة لو أن مرض التوحد قد تم تشخيصة عن طريق الخطأ أو أن مرض أخر تم تشخيصة وهو أصلآ توحد ، فأن الخلايا الجذعية الجنينية تقوم بعلاج هذة الحالآت أى كان اساسها.



ولكن نود أن ننوة أن العلاج بالخلايا الجذعية ليس هو العلاج الذى يمكن من خلالة علاج جميع الأمراض بنسبة مئة فى المائة، ولكن الحقيقة أن هذا العلاج يؤدى الى تحسن المرض فى جميع الحالات ولكن بنسب تختلف من مريض لأخر.



وهنا يكمن دور العلم فى توظيف العلاج بالخلايا الجذعية للقيام بالدور المنوط بة، مع استعمال كافة الوسائل الأخرى للوصول الى أقصى درجات التحسن المنشودة.وعلى سبيل المثال لو قامت الخلايا الجذعية بتحسين حالة المريض ممن يؤدى الى شعور أفضل بالبيئة المحيطة والأستجابة الأفضل للمؤثرات الخارجية وبشكل منتظم وزيادة قدرتة على أكتساب مهارات التعلم والتواصل مع المجتمع الخارجى والتخلص من السلوكيات الفردية والعدوانية والغير طبيعية، فأن ذلك يسهل ويساعد المدارس التى ترعى هذة الحالات وتؤدى الى نتائج سريعة وأفضل بكثير لتحقيق نسبة شفاء متقدمة وقد تصل الى الشفاء الكامل.

منقول