برامج ِABAالتدخل العلاجي للتقيلي من السلوكيات الغير مرغوبة (سلوكيات التحسس الزائد او الخوف الغير مبرر )

لحد الآن جميع برامج الABA التي استعرضناها تعتمد في جوهرهاعلي مبدأ الاجراء الشرطي و هو الاسلوب الاكثر اتباعا في برامج التدخل العلاجي في برامج ABA المستخدم مع الاطفال و يسمي operant conditioning و الاجراء الشرطي في علم النفس الخاص بالسلوك هو نظرية تقول بان شكل السلوك البشري طريقة حدوثه تتأثر بكل ما ينتج عن هذا السلوك اي لواحق السلوك Consequences اي ان كل ما ينتج عن السلوك هو بالضبط ما يؤثر علي حدة و درجة حدوثه لاحقا و ان التحكم بهذه اللواحق و النواتج تعطينا القدرة علي التحكم في السلوك نفسه .

هناك بعض السلوكيات لدي الاطفال و التي يمكننا التحكم بها من خلال التحكم باسباب حدوثها اي كل ما يسبق حدوث السلوك و الظروف التي ساهمت في حدوثه اي السوابق Antecedent و برامج التدخل العلاجي المستخدمه مع هذه السلوكيات تعتمد في جوهرها علي نظرية معاكسة لنظرية الاجراء الشرطي و هي نظرية الاشراط الكلاسيكي classical condition او التعلم الاستجابي respondent conditioning و ان التحكم بهذه السوابق يعطينا القدرة علي التحكم في السلوك نفسة و كيفية حدوثه و تكراره

كلنا نعرف ان الاطفال الين يعانون من التوحد لديهم حساسية مفرطة للكثير من المنبهات و المحفزات الحسية المحيطة بهم مثل الطفل الذي يضع يديه علي اذنه عند سماع اصوات عالية او الطفل الذي يتجنب دوما اللمس و التواصل الجسدي ،و بما ان تحسس الطفل الزائد و المبالغ فيه تجاه الكثير من المؤثرات الحسية و خوفه الغير مبرر من اشياء عادية يعتبر من السلوكيات الغير صحيحة و التي تؤخر كثيرا سير العملية التعلميه له لذا يجب التعامل معه و التقليل من حدوثه لذا سنقوم الآن بمناقشة الخطوات التي يتم انتباعها في برنامج aba للتعامل مع اسلوب التحسس الزائد و التقليل من حدوثه

الاسلوب الاول
الاشراط العكسي Counter condition
قامت طبيبة تدعي ماري كوفر سنة 1924 بايضاح كيفية استخدام اسلوب الاشراط العكسي لتخليص الطفل من زيادة التحسس لديه تجاه الاشياء من حولة و خوفة الغير مبرر للكثير من المحفزات ، كان لديها في عيادتها طفل يعاني من رهاب الحيوانات اي خوف شديد جدا من جميع انواع الحيوانات حتي انه لم يكن يغادر بيته ابدا خوفا من ان يصادف طيرا او قطا في طريقه ، لم يكن لدي الطبيبة اي معلومات عن كيفية اكتساب الطفل هذا السلوك animal phobia و لكنها اتبعت معه الاسلوب العلاجي التالي القائم علي اسلوب الاشراط العكسي
قامت بجعل الطفل يجلس علي الطاولة و قدمت له طبقا من الآيس كريم المفضل جدا لديه و بينما كان الطفل يتناول الايسكريم الموضوع امامه قامت باحضار ارنب موضوع في قفص و وضعته في زاوية الغرفة في الجهة المعاكسة تماما للطفل ، الطفل عندها توقف تماما عن الاكل و نظر الي القفص الذي فيه الارنب ونظر اليه لوهله ثم عاد الي تناول الايس كريم و السبب في عدم فزع الطفل وقتها بان رؤيةالارنب في القفص سببت لدي الطفل نوعا من انواع الفزع الخفيف او المتوسط و الذي غطي عليه سعادته الكبيرة في تناول الايس كريم . استمرت الطبيبة في تطبيق نفس الاجراء بشكل يومي و كانت كل يوم تقرب الارنب من الطفل اكثر و بشكل تدريجي و في كل مرة يقوم فيها الطفل بالتوقف عن اكل الايسكريم و النظر الي الارنب داخل القفص ثم لا يلبث ان يعاود اكل الايسكريم مره اخري عندما وصلت المسافة بين الارنب و الطفل الي اقصر ما يمكن و كان الارنب بجانب الطفل تماما استطاع الطفل النظر الي الارنب دون خوف حتي انه قام بوضع يده عليه و ملاطفته و هو ياكل الايسكريم

ما حدث اثناء تطبيق هذا الاسلوب يمكن تفسيرة كما يلي : عدم خوف الطفل و فزعة من رؤية الارنب في كل مرة كان يري فيها الارنب اصبح شعورا اعتيادي لدي الطفل و معمم في حياته وخوفه من الحيوانات اختفي تدريجيا و هو بالضبط ما يمسي باسلوب الاشراط العكسي
هناك عنصرين اساسين مهم جدا في تطبيق اسلوب الاشراط العكسي
الاول هو وجود المحفز او المؤثر الذي سيكون تأثيرة اقوي من الخوف الذي سيشعر به الطفل و هو الخوف الذي سنقوم باستثارته لدي الطفل من خلال مواجهته مع ما يخاف منه تماما كما فعلنا مع الطفل عندما عرضنا عليه الارنب و سببنا في اظهار خوفه من داخلة و لكن بدرجة لم تكن كبيرة Mild Fear و هذا المحفز الذي غطي تأثيره علي الخوف هو هنا في هذا الموقف الايس كريم .

العنصر الثاني و هو مهم جدا و هو التدرج في استخراج الخوف من داخل الطفل و هو ما فعلناه عندما قمنا بتقريب الارنب منه بشكل تدريجي و في كل مره كنا نقوم بتقريب الارنب من الطفل كانت درجة خوفة تزيد عن اليوم الذي قبله و لكن يبقي تاثير المحفز و هو الايسكريم يغطي علي خوف الطفل حتي اذا وصلنا الي اقصي درجات الطفل من الخوف كان ما يزال باستطاعتنا التحكم بها و التقليل منها عن طريق المحفز هو الايس كريم
تخيلوا لو قامت الطبيبة منذ اليوم الاول بوضع الارنب في حضن الطفل مرة واحدة عندها لن يغطي تاثير الايسكريم علي خوف الطفل لان خوف الطفل عندها سيكون في اعلي مستوياته و صعب التحكم فيه لذلك عند تطبيق اي برنامج ABA للتعامل مع حساسية الطفل تجاة الكثير من المنبهات المحيطة به يجب اخذ هذين العنصرين في عين الاعتبار .

سلوك الخوف الشديد عند التعرض لمثيرات غير مخيفة Exposure to fearless peers
و هنا لا يتم التعامل مع زيادة تحسس لدي الطفل تجاه المثيرات من حولة مثل تحسس الطفل و خوفه من الحيوات و لكن هنا يتم التعامل مع خوف الطفل من أشياء غير مخيفة ابدا و لا علاقة لها بالناحية الحسية للطفل و هذا المبدأ يعتمد بشكل اساسي علي تعرض الطفل و مواجته للشئ الذي يسبب له الخوف الغير مبرر و عندها فقط يمكنه تخطي و التغلب علي خوفه من هذا الشئ
مثال
الطفل الذي يخاف من الماء دون سبب معروف نقوم بجعله يواجه الماء في مواقف كثيرة مثل اخذه الي حمام السباحة مثلا و جعله يلعب بالماء بيديه أو يجلس بالقرب من حمام السباحة و يضع قدميه في الماء فقط او يكتفي فقط برؤية الاطفال يلبعون في الماء و بالتدريج و باتباع اسلوب تعريض الطفل للاشياء التي تخيفية سيقوم بالتخلص تدريجيا من خوفه و يكتسب الجرأة علي الاقتراب من الماء و قياسا علي ما يخيفه الي ان يختفي تماما خوفه من هذا الشئ
يمكننا ايضا اتباع هذا الاسلوب للتغلب من خوف الطفل من الاماكن المظلمة مثلا